ولا سفيها باسط اللسان******* بالشتم والإيذاء للإخوان
وجانب النميمية الرذيلة******* والغيبة المذهبة الفضيلة
وكن نظيف الجسم والثياب******* معتدل الطعام والشراب
وامش الهوينا مشية الوقار******* بلا التفات موجب الإنكار
آداب المدرسة
واغد إلي المدرسة الكريمة******* مبكرا في غاية العزيمة
ففي البكور بركات جمة******* يمنحها الله لهذي الأمة
وكن لدي المجيء والذهاب *******مزينا بحلة الآداب
لاعاجلا لاصارخا لالاعبا *******بل سالكا من الطريق الجانبا
واعلم بأن الناس في انتقاد******* لكل شخص رائح أوغادي
لاسيما من ينتمي للعلم******* فنقده لديهم كالحتم
آداب التلميذ بين أسرته وفي منزله
وكن من الكمال في ازدياد******* في بيتك الخالي من النقاد
سلم علي وليك المكرم******* وقبلن راحته واحتشم
وقف لديه وقفة المؤدب******* والتزم الجلوس فوق الركب
ثم إذا ما قدم الطعام******* فكن غلاما عنده احتشام
وابتديء الاكل ببسم الله******* واختم بذكر الحمد للإله
ولا تعب أي طعام قدما******* بل كن شكورا للذي قد انعما
فربما كسرة خبز تشتري******* في يوم جوع بنظار احمرا
وكم نفوس في البرايا معدمة******* ماعندها مما لديك سمسمة
وكم مريض زائد البلاء******* أعجزه الداء عن الغذاء
شكر المنعم موجب لمزيد من النعم
فاشكر لمولاك علي الوجدان******* للرزق والصحة للأبدان
وهكذا كن في جميع النع*******م ملتزما لشكر رب منعم
فاشكر علي المسكن واللباس******* وانظر لمن دونك من الناس
لكن بنيل المجد فاغد ناظرا******* لمن سما من العلا منابرا
علو الهمة وطلب العمل
واعن بأن تفخر بالكمال******* لابصفات ربة الحجال
ما لفخر بالتصقيل للشعور******* ولا بتلوين ولا تعطير
ولا بثوب مثمن مزين ولا بمطعوم ولا بمسكن
مالفخر إلا باكتساب الشرف وطلب العلم بجل الشغف
آداب المعاشرة في المحافل وغيرها
وكن لدي الجلوس في المحافل ملتزما وصف الأديب الكامل
بجلسة يحمدها اللبيب وهيئة يشكرها الأديب
إياك إن تري لدي الخطاب ملتفتا أو مبدي اضطراب
أومكثرا إشارة اليدين أوناكرا اوغامزا بالعين
أوخافض الصوت عن المعتاد أورافعا إياه بازدياد
أوآتيا بحركات مشعرة بخفة اوخنث أو مسخرة
لاتقطعن كلام ذي الكلام ولا تمار الغير في خصام
ولا تفه بكلمة حتى تري موقعها مستحسنا محررا
وعذ بمولاك عظيم الشان من عثرات القول باللسان
فربما عثرة ذي المقال تجني شرورا لم تكن في البال
واحذر من التفريط عند الغضب فغضب المرء أساس العطب
وعاشر الجيرة أهل الوطن بصفة الحب وخلق حسن
وكن علي صالحهم امينا واعتبر الجميع كال أهلينا
مراعاة حقوق أهل الذمة والمحافظة علي عهودهم
وارع مواثيق مليك الأمة فيما يصون حقوق أهل الذمة
فصون حقهم به قد أمر شرع النبي المصطفي وقررا
ومن يسوءهم بهضم الحق يخالف الأمر لرب الخلق
يكون خصمه بيوم الحشر رسولنا طه مفيض البر
وجاء أن ظلمهم إن وجدا يسلط الأعداء علينا بالردي
وهم من الجيرة في الاوطان لهم حقوق الوطن المصان
كما لهم حقوق الإنسانية وهذه لذي النهي مرعية
والدين يرجي فيه يوم الآخرة ينفذ فيه ربنا اوامره
أما بهذي الدار فالمطلوب منا امتثال الأمر يالبيب
نسعي كما المولي علينا فرضا في حفظ حق خلقه كيف قضي
ثم سياسة وفاء العهد يسد عنا باب مكر الضد
من يجعل انتصاره لمن ظلم وسيلة لمقصد منه علم
فيبلغ الغاية فينا مسرعا ويهضم الحقوق منا اجمعا
ولا يراعي غير جنسه كما يظهر بالقياس يامن فهما
فالاتفاق بيننا يدافع عنا شرورا كلها صوادع
محبة الوطن والدفاع عنه ومعني التمدن المحود
وكن محب الوطن المعظم ذاغيرة عليه للتقدم
فحبه عد من الإيمان وبغضه من أعظم الخسران
وابذل لهذا الخلق المجهودا حتى يكون طلبك المحمودا
فلا ينال المرء من فلاح حتى يري الاوطان في نجاح
ولا يكون حبها صحيحا حتى ينال حبها الترجيحا
علي حقوق النفس والأهلينا والصحب والآباء والبنينا
فما نجاح الأمم الغربية إلا بهذي الخصلة السنية
وباكتساب العلم والفنون وغير ذا من أوهن الظنون
فأصبحت ديارهم جنانا غنية وعربا مصانا
وقد غدو أعزة الملوك أعاظم الغني والصعلوك
وكل ذا من حبهم للوطن وكسبهم لكل فن حسن
هذا هو التمدن المحمود إليه يسعي الطالب السعيد
وليس بالإسراف والتبذير تمدن يعقل في الدهور
التواضع والمحافظة علي شرف الأسرة
ثم إذا ما نلت علما فاخرا وحزت جاها في البرايا
فاحذر من الكبر وسوء المسلك بين الودي دوما وإلا تهلك
وكن سياسيا دقيق النظر كاتم سر آخذا بالحذر
لاتغتر بالمدح ذي الإطناب وإن يكن من أكرم الأحباب
بل حاسب النفس وحافظ أبدا علي اكتساب المجد في طول المدي
واحذر ضياع الإسم من بين الملا فالإسم إن ضاع فقد ضاع العلا
وكل ماقدمته فاستعن عليه بالمولي عظيم المنن
واسأله توفيقا بلا خذلان ونعمة تبقي بلا خسران
وادع بخير للحقير الناظم واطلب له الإحسان في الخواتم
0 commentaires:
إرسال تعليق